هل مدينة بون عاصمة ألمانيا الحقيقية؟
رغم مرور سنوات طويلة على الوحدة بين شطري ألمانيا واعتماد برلين عاصمة جديدة، لا يزال عدد موظفي الحكومة في العاصمة القديمة بون يفوق عددهم في برلين. أصوات برلمانية عديدة بدأت تطالب بنقل جميع الوزارات إلى برلين لخفض النفقات.
أفاد تقرير نشرته صحيفة "كولنر شتات-أنتسايغر" Kölner Stadtanzeige في موقعها على شبكة الانترنت أن عدد الموظفين الحكوميين في مدينة بون لا يزال يفوق عددهم في العاصمة برلين. وحسب تقرير لوزارة الداخلية الألمانية فإن عدد الموظفين التابعين للحكومة الاتحادية في مدينة بون يبلغ 9174 موظفاً، بينما لا يتجاوز عددهم في العاصمة برلين 8756 موظفا. وذلك رغم انخفاض عدد هؤلاء الموظفين في بون بقدر 1422 موظفاً خلال الفترة ما بين عام 2000 و2006.
تكاليف متزايدة بسبب الرحلات بين بون وبرلين
وأشار التقرير الحكومي، الذي تم عرضه على لجنة شؤون الميزانية في البرلمان الألماني في أعقاب تصاعد الأصوات المطالبة بنقل جميع الوزارات من بون إلى برلين، إلى أن النظام المعمول به في ألمانيا حول تقسيم الوزارات بين مدينتي بون وبرلين يؤدي إلى زيادة رحلات العمل بين المدينتين. فقد بلغ إجمالي هذه الرحلات خلال العام الماضي 2006 نحو 132 ألف رحلة، الأمر الذي زاد من النفقات الإدارية للحكومة الألمانية.
ورغم الأعباء المالية التي يمثلها التوزيع الإداري بين العاصمة القديمة بون وعاصمة ألمانيا حاليا برلين، لم يتضمن التقرير الذي أعدته وزارة الداخلية الاتحادية، وفقا للصحيفة الألمانية، أي توصيات مباشرة في هذا الموضوع. والجدير بالذكر هنا أن ست وزارات اتحادية لا تزال تتخذ من مدينة بون مقرا رئيسيا لها.
نقل العاصمة إلى برلين .. قرار تاريخي
بعد وضع اللمسات الأخيرة على مشروع الوحدة الألمانية عام 1991 كان على البرلمان الألماني اتخاذ قرار مصيري بشأن المدينة التي ستتخذ منها الحكومة الألمانية مقرا لها، مما أدى إلى نشوب نقاشات حادة بين مختلف الساسة الألمان. بيد أن البرلمان الألماني (البوندستاغ) قرر صيف عام 1991 أن تكون برلين هي عاصمة ألمانيا الموحدة في قانون يُعرف بـ "قانون بون-برلين" الذي كان من أهم بنوده نقل البوندستاغ من مدينة بون إلى مدينة برلين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق